جواد علي؛ نقلاً عن مقدمة «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» يمثلُ تراث الدكتور جواد علي بحدِّ ذاته، وبإحاطته الموسوعية، مؤسسة قائمة على حفظِ ذاكرةِ العربِ قبل الإسلامِ من الطمسِ، والاندثار، والتزوير، والعبث؛ إذ يعيد المؤرخ العراقي الراحل سرود التاريخ في سياق الحدث كما تمَّ، بعدَ أن يفنِّدُ الرواياتِ المغلوطةِ، ويتفحص الروايات الأخرى، ويقومُ بغربلتها، ونقدها نقداً موضوعيًّا محايدا، عبر عمليةٍ تقومُ على التحقق من المعلومات الواردةِ في مصادرها المختلفة، وبلغاتها المتعددة | يتنبه الدكتور جواد علي في تناوله للتاريخ إلى مسألة غاية في الأهمية، فهو لا يُشرعُ في البحث مباشرةً، دونَ تعريف المصطلحات، وما استشكلَ منها، فتجدهُ يبحث في معنى اصطلاح «العرب»، و«السامية»، و«الجاهلية»، وحتى أسماء الأعلام، وما اتصل بالعادات والتقاليد من مفاهيم كانت دارجة في عصر ما قبل الإسلام، وبذلك أسهمَ المؤرخ العراقي الراحل جعلِ القارئ، مدركاً وعارفاً لتك المفاهيم والمصطلحات، الأمر الذي يسهل من عمليةِ تتبع السرد التأريخي |
---|---|
المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة برخصة المشاع الإبداعي | والسؤال: هل كان هؤلاء يعرفون قراءة كتابات اللغات القديمة كالمعينية والسبئية مثلاً؟ هناك مَن يقول إن البعض كان يعرف قراءة تلك الحروف، ولكن هذا الأمر أيضاً وصل عبر الرواية، وليس هناك نص مترجم وصلنا مِن تلك الفترة |
حتى في الكشف عن تأريخنا القديم! فلجواد علي أكثر مِن مقالة في العقيدة النَّازية الدِّينية 4 ، ويتضح منها أنه كان ناقداً لها 5.
22وأبنائه الثلاث اللذين غالباً ما يؤكد جواد علي، انه كان يعيش معهم حياة سعيدة هانئة ومتجانسة، قد اصطحبهم معه في رحلاته العلمية في الولايات المتحدة، وبريطانيا، أن لذلك تأثيراً في إتمامهم الدراسات العليا في أوروبا، فابنه البكر الذي يحمل اسم جده علي هو من مواليد 1 كانون الثاني 1943 أكمل الدراسة الإعدادية في ثانوية الأعظمية في ، ثم أكمل الدراسات العليا ونال شهادة ، وتخصص في مجال البنوك والمصارف وإدارتها، ثم تليه آمنة المولودة في 14 تموز 1944، والتي حازت على شهادة ماجستير في الإدارة من جامعة ليدز، وعملت في المركز العربي للتطوير الإداري ثم تليها أسيل وهي الأصغر سنا المولودة في حزيران 1950، والتي انهت تخصصها بالكيمياء في لندن | لكنَّ هناك مَن أشار إلى أنه استغل وجوده قريباً مِن مقعد هتلر، «ولما انفض المؤتمرون أمسك بهتلر، وأجرى معه حواراً مطولاً عن سياسة ألمانيا إزاء الشَّرق الأوسط، وحديث التَّاريخ وشؤون الأعراق، وكتب جواد علي بلغة المؤرخ ما تحدث به هتلر في مقالة عنوانها: هتلر كما رأيته، نُشرت في جريدة الطَّريق العراقية، وفي الثمانينيات قال جواد علي بصدد هذه المسألة: حين انتقدتُ الإنكليز لا يعني أني جعلتُ نفسي في جانب أعدائهم» 3 |
---|---|
مؤلفات أخرى لجواد علي تضمن منجز الدكتور جواد علي علاوة على المسوعتين، أبحاث، ودراسات، وكتابات أخرى، إلا أنه وبعدَ أن أنهى موسوعتيه، أخذَ في تأليف أعمال جديدةً، كان منها «تاريخ العرب في الإسلام — السيرة النبوية»، الذي كان يمكن أن يكونَ موسوعيًّا مثل أعمالهُ السابقة، إلا أن المؤرخ جواد علي توفي، وتوقف بذلك عطاؤهُ العلمي | Baghdad, Iraq Nationality Iraqi Education Occupation historian, academic, writer Years active 1931—1987 Jawad Ali 1907—1987 was an historian and academic specializing in Islamic and Arabic history |
ثم تقاعد فمنحته جامعة بغداد لقب أستاذ متمرّس، وهو أعلى لقب يمنح لمفكّر عراقي | كان أستاذه في جامعة هامبرج 1936 المستشرق شروتمن، الذي زار اليمن وألف كتاباً عن الزَّيدية، واتصل بالإمام يحيى حميد الدِّين اغتيل 1948 ، وكان يقرأ خط المسند، وقد تعرف جواد علي عن طريقه على أمور تتعلق بتارخ اليمن القديم، لذا مال إلى دراسة تاريخ اليمن، بعد الدِّراسة، وكذلك نهل مِن المستشرق راتجن، الرَّحالة وصاحب المؤلفات عن جغرافيا اليمن الآثارية، مما أفادته تلك التجربة في كتابه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» |
---|---|
He received his from in 1939 and is known for his book, The history of the Arabs before Islam which became one of most referenced works on the history of Arabs before | تاريخ الطَّبري حرصاً منه على المصدر، إن كان وثيقة أو نصاً أو حجراً، سعى المؤرخ جواد علي إلى الكشف عن موارد مؤرخين بارزين: أبو الحسن المسعودي ت346هـ في تاريخيه «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، والتَّنبيه والإشراف»، وقد سبقه بدراسة قيمة عن موارد تاريخ الطَّبري، فقد شمل التَّاريخ الأخير عصر ما قبل الإسلام، وغطى نحو ثلاثة قرون من بعده، أي استمر محمد بن جرير الطَّبري ت 310هـ يدون التَّاريخ حتى قُبيل وفاته بثماني سنوات |
وينفرد المؤرخ جواد علي، في مجال تخصصهِ، ونتاجِ ما قدم، عن أقرانهِ المعاصرين، في أنه كان شاملاً، وموسوعيًّا، في بحثهِ، وتقصِّيهِ لتاريخ العرب قبل الإسلام، وناقدًّا ومناقشاً لروايات المؤرخين الأوائل منهم والمتأخرين، عرباً ومستشرقين، كما أنه قدَّمَ عَمَلَيْنِ موسوعينِ، في أجزاءٍ متسلسلة، مبوبةٍ، ومفهرسةٍ بشكل احترافي، يُضافُ إلى ذلك، أن المؤلف، نَظَمَ هاتينِ الموسوعتينِ، في سياق روائي، سردي، فيجد القارئ نفسهُ أمام مادة شيقة ممتعة، رغمَ تناولها التاريخ بشكلٍ مفصلٍ وافٍ.
15