فينبغي على كل مسلم أن يخصص بعض وقته ليصلح بين جيرانه وأن يجعل هذا العمل خالصاً لله وحده | |
---|---|
تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ80 2- عبد الله بن مسعود : رُوى أن رجلاً جاء إلي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال له: إن لي جاراً يؤذيني ويشتمني ويضيق عليَّ فقال: اذهب فإن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه | تحمل الجار وأذاه يستطيع كثيرٌ من الناس أن كفّ الأذى عن الآخرين، لكن احتمال أذى الآخرين والصبر عليهم هي من صفات الكرام والمحسنين، فقد قال الله -تعالى-: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ، فبعض الناس ينتظر زلَّة من جاره ليردَّ له الصاع صاعين |
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
5روى الشيخان عَنْ سَهْلٍ بن سعد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : َأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا | عباد الله، إن الله جعل للجار حقوقًا شرعية على جيرانه، فإذا قام بها المسلمون بينهم سادت روح الألفة والمحبة والتسامح، واكتملت في المجتمع المسلم صفاته المثالية التي تعلو المجتمع بصبغة إسلامية رائعة تميزه عن باقي المجتمعات |
---|---|
الحق الخامس: الحفاظ على عوراته وعدم خيانته في أهله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: « لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» رواه مسلم ، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر قَالَ: سألت رَسُولُ اللَّهِ: أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَر؟ قَالَ: « أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ | حديث صحيح صحيح الأدب المفرد للألباني رقم 94 4- على بن أبي طالب : قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه: الجار قبل الدار، الرفيق قبل الطريق |
كانت هذه حقوق الجوار في الإسلام، فيجب أن تلتزم بها عزيزي القاريء كي تنال الثواب في الدنيا بالعيش السوي السليم مع جيرانك والثواب في الآخرة من الله تعالى.
8ملخص المقال: ذُكر العديد من الأحاديث والآيات التي تحث على الإحسان للجار، وذُكر في المقال مراتب هذا الاحسان، وآثار الاحسان إلى الجار على المجتمع بحيث ينشأ مجتمع تشيع فيه معالم السكينة والمحبة والوئام وأداء الحقوق والواجبات | روى الشيخان عن أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًاً |
---|---|
وقد قال الذهبي -رحمه الله- إنّ هذا الحديث يدلّ على عِظم حق الجار في الإسلام، وأهمية الإحسان إليه، وعدم إيذائه، وإكرامه، وعدم الإساءة إلى الجار وحفظ حقّه واجبٌ على المسلم، لذلك ورد الحديث بهذا الأسلوب، حيث جعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنزلة الوارث، أي كأنه بمنزلة الأقارب له ما لهم من الصلة والإحسان | بهجة المجالس لا بن عبد البر جـ1 صـ292 |
موطأ مالك — كتاب الأقضية صـ746 حديث 33 الإصلاح بين الجيران: حثنا الله تعالى في كتابه على الإصلاح بين الناس وخاصة الجيران لأنهم أقرب الناس جواراً لنا، فقال وقال سبحانه أيضاً: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا النساء: 114 وقال سبحانه وتعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ الأنفال: 1 وحثنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الإصلاح بين الجيران: روى أبو داود عنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ.