حلو اللسان وقلبهُ يتلهَّبُ لقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ | وتعتبر هذه الصفة مذمومة لما تفتعله من نفاق وشر بين الناس، لذا فهؤلاء الأشخاص المزيفون سامون ، ولهذا وجب أن تكون حذرًا للغاية عند التفكير في شخص ما كصديق حقيقي في حياتك، حيث هناك من يعرضون ابتساماتهم وعواطفهم البلاستيكية لكسب ثقتك وإظهار ألوانهم الحقيقية لك عندما تدير ظهرك |
---|---|
المنافق هو الرجل الذي قتل والديه، ثم التمس الرحمة على أساس أنه يتيم |
وهذا الفرق عظيم في الفلسفة الأخلاقية لدى جميع الناس، ولدى جميع المختصين بعلوم الأخلاق ومنظومتها، وقرره علماء الإسلام من قديم الزمان | |
---|---|
وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: | فإن ذلك أصل من أصول النفاق، يكون مع قوم ، وفي حال ، على صفة، ومع آخرين بخلافهما، والمؤمن ليس إلا على حالة واحدة في الحق ، لا يخاف في الله لومة لائم، إلا إن كان ثمة ما يوجب مداراة ، لنحو اتقاء شر، أو تأليف، أو إصلاح بين الناس |
وإذا توارى عنكَ فهو العقربُ يُعطيكَ من طرف اللسان حلاوةً.
11وذو الوجهين بخلاف هذا؛ لأنه لا يقول الشيء بالحضرة، وقد قال ضده في غير الحضرة، وهذا تناقض | وقد وجدت هذه الصفة الذميمة في واقعنا في وظائفنا وأسواقنا وصحافتنا وقنواتنا وكثر التلون والكذب في المواقف والأحاديث وهذا سببه ضعف التدين وقلة الورع والفتنة بزينة الدنيا والغفلة عن الآخرة وقلة إحترام حقوق المسلمين ولذلك تجد الموظف يعتدي على حق أخيه لأجل علاوة أو منصب أو انتداب وتجده يظلم أخاه الموظف ليقف في صف المسؤول ليتقاسم معه مصلحة معينة أو يحصل على ترقية وهكذا للتلون صور ونماذج في كثير من المجالات والميادين والله المستعان |
---|---|
وقال عليه الصلاة والسلام : من شر الناس | حكم عن الناس بوجهين الأصدقاء عادة نثق بهم ويكون هم منبع أسرارنا ولكن إذا اكتشفنا أنهم غير ذلك وخالفوا كل التوقعات فهذا يصيب الإنسان بالاكتئاب لانك لم تعرف أنهم بوجهين وجه يتعاملون به أمامك ووجه آخر وهو الوجه الأصلي لهم لأنهم يتلذذون بأذية من حولهم وإفساد القلوب المتآلفة ، ولكن يجب أن نحذر منهم بشتى الطرق وعدم تكوين صداقات أو علاقات إلا بعد التأكد من صدق مشاعرهم تجاهك ويفعلون المستحيل إرضاء لك |
أما المُداري فهو الذي لا ينطق بباطل، ولا يكذب، ولا يغش من يحادثه ويداريه، ولا يشاركه في سوء خلقه وعمله، ولا يظهر له موافقته على باطله، وإنما يسكت عنه في أحيان، ويجامله بالبشاشة والمعاملة الحسنة فقط، دون أدنى تنازل أو غش أو سعي في أذية، لعله يؤثر فيه بعد ذلك ، ويستمع لنصحه، أو لعله يتقي شره ويجتنب أذيته، ولكن دون وقوع في أي مشاركة في الإثم والعدوان.
12