الحكمة في طاعة الزوجة زوجها وطاعة الزوجة لزوجها تأتى من قبيل إرضاء إنسان محبوب، لأن هذا يشعرها بنوع من السعادة والراحة النفسية والحب المتبادل, وأن هذه الطاعة إذا أخذت في إطار العشرة الحسنة والمودة المتبادلة التي أمرنا القرآن بها؛ فسوف تكون سببا في استمرار الأسرة، وغيابها حينئذ سوف يكون هو أول مسمار يدق في نعش الأسرة، وصوص القرآن وأحكام الشريعة حين تحدثت عن الطاعة تحدثت عنها باعتبارها ضرورة لعدم التشقق والفرقة والتنازع الذي يؤدي إلى هلاك الأسر | وقوله صلى الله عليه وسلم الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة كما ان عليه العمل بالقاعدة التي تقول أن الزوج المسلم إن أحب زوجته أبرها وإن كرهها ما ظلمها |
---|---|
غير أنه حديث ضعيف ضعفه الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب" 1212 وأنكر على المنذري تحسينه | وهذا النوع غالباً ما يستفحل فيه الخلاف وعدم الوفاق بين الزوجين ويصبح الزوج لا يملك من وسائل الإصلاح إلاّ اللجوء إلى التحكيم بتكليف حكم من أهله وحكم من أهلها ممن توفرت فيه شروط الإنصاف وعدم التحيز والروية وعدم الإندفاع والحرص على رأب الصدع وإصلاح الفساد والقدرة على الفهم والإدراك السليم لقوله تعالى وإذا خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من اهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيرآ سورة النساء آيه 35 |
إن عبارة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لا تتناقض بالمرة مع ما هو موجود في القرآن المجيد، ولا تتناقض أيضاً مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي وردتنا بحق المرأة | إن للرجل أن يمنع زوجته من الخروج إلى خارج الدار، وهذا من حقّه في الإسلام، ولكن لا ينبغي أن يتصرف الرجل بهذا الحق بشكل اعتباطي وطفولي، فإذا ما ارادت الذهاب ـ مثلاً ـ إلى بيت جارتها وقف أمامها وقال: إن الإسلام يقول بعدم خروجك إلاّ بإذن مني وها أنا أمنعك من الذهاب إلى بيت جارتنا، وكذا يفعل حينما تريد الذهاب إلى منزل أبيها أو أخيها |
---|---|
قال تعالى " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن " " سورة النساء " 34 | في هذه المسألة إذا تبين أن للزوج مسكنين فإن المحكمة تجري الكشف على أحدهما أو على المسكن الذي أراده المدعي للكشف عليه ، وفي حال بيان شرعيته يتم تحديده من قبل المحكمة والحكم على الزوجة بالطاعة فيه لا في غيره |
طاعة الزوجة لزوجها ليست من قبيل القهر أو التسلط أو معاملة المرؤوس لرئيسه، وح الطاعة بالنسبة للزوج ليس على إطلاقه، وإنما هو مقيد بأمور كثيرة، أولها أن تكون الطاعة فيما يتعلق بشؤون الأسرة، ثانيها أن لا يأمرها بمعصية أو بمحرم، بمعنى أن تكون الطاعة بالمعروف، كطاعة الوالدين بالنسبة للولد مقيدة بأن تكون بالمعروف.
5