يرى أنّ قول المتنبي للشاذ والغريب في شعره ليس جهلاً أو قلة درايةٍ، فقال في ذلك: فلم يكن المتنبي جاهلاً أو غافلاً عمّا يقوله في شعره ويعنيه، إنما كان خروجه عن وإتيانه بالشاذ والنادر من الألفاظ عن وعّي ودرايةٍ، وإنما هو الشعر الذي لا يقف عند حدّ ولا منتهى لحريته في ملاحقته للمعنى والقبض على الدلالةِ ، ومن ناحية أخرى هناك من يشير إلى أنّ هذه الغرائب في مدائح المتنبي قد سببت غموضاً في شعره، ما دفع النقاد واللغويون إلى شرحه وتفسيره، فظهرت عدة شروحٍ لديوان المتنبي بلغت الخمسين شرحاً وتزيد، ويَعزو شوقي ضيف ذلك إلى كثرة الغريب في الديوان، فيصفه؛ بأنّه مستودع للتراكيب الشاذة في اللغة ، أما ناصيف اليازجي فيرى أنّ السبب في كثرة الشروح للديوان عائد إلى أنّ استعمال المتنبي للغريب من الألفاظ أدى إلى وضع ألفاظٍ في غير مكانها، كما أدى الحذف إلى حذفٍ في غير موضعه، وأدى التقديم والتأخير إلى عدم ربط أجزاء المعاني ببعضها |
شرح اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم في هذا البيت يري الأشخاص الجبناء أن العجز يكون في العقل أثناء تجول الشاعر في حدائق الآداب والأشعار العربية، حيث صادف الشخص في الطريق الذي يسلكه أبا الطيب المتنبي، وتوقف عن التأمل بالنظم بعين المعدلة البعيدة عن الهوي والتطاول، وأيضا الوصول الي نور المعرفة التي لا يمكن ضلال صاحبها وما غوي، وقد تم تأليف المبدع في الشعر متعصبا للعروبة، والتشاؤم في النظرة، والافتخار بنفسه، وهذا البيت من أفضل الأشعار التي وردت في باب الحكمة وفيها الباع الطويل |