في سنة 191 هـ خرج ثروان بن سيف في فتصدى له طوق بن مالك مما أدى إلى فرار ثروان ولم يعد له من أثر يذكر | موقف هارون الرشيد من العلويين حاول الرشيد في الأعوام الأولى من خلافته مسالمة العلويين والعفو عنهم، إلا أنه كان يخشى اثنين منهم فقد فرا عقب موقعة الفخ وهما إدريس بن عبدالله الذي نجح في الوصول إلى المغرب الأقصى وكون دولة الأدارسة، أما الآخر فهو يحيى بن عبدالله الذي استقر في بلاد الديلم، وتجمع حوله المتشيعون لأنه من أهل البيت فأرسل إليه الرشيد جيشًا بقيادة الفضل بن يحيى البرمكي لإرجاعه لحظيرة الخلافة، فأرجعهم إلى بغداد بكل حب |
---|---|
ولاية العهد كان للخليفة عدد كبير من الأبناء إلّا أنّ أكثرهم أهميّةً أبناه الأمين من زبيدة، والمأمون ووالدته جارية وكانت تلك مشكلةً كبيرةً إذ كيف سيختار الخليفة من يلي بعده، وقد كان يفضّل المأمون لتميّزه عن أخيه الأمين برجاحة العقل وسعة الأفق | يقول المؤرخ في موقفه من البرامكة: "لعل أغرب ما وهم فيه المؤرخون، فعمى عليهم سبب تدمير هارون الرشيد للبرامكة أنهم عدوا بني برمك دعاة للعلويين، والمشكلة التاريخية إذا استبهم جانب منها تشعبت فيها الظنون واختلفت الآراء واضطربت الأحكام |
ويبدو أن الضربات التي وجهها الرشيد إلى الدولة البيزنطية كانت عنيفة وحاسمة، بدليل أنها لم تحاول الاستفادة بعد ذلك من الفتنة التي دبت بين الأمين والمأمون في استعادة ما فقدته في عهد الرشيد.
28وقد تم فتح الكثير من البلدان في زمنه، واتسعت رقعة الإسلام واستتب الأمن وعم الرخاء وكثر الخير بما لا نظير له ثم إن هذا الخليفة كان حسن السيرة والسريرة | قام بإدارة شؤون الدولة خير قيام وكان يساعده في ذلك ولَداه الفضل وجعفر، أما الفضل فقد كان إداري ماهر، وكانت مهارته في إخماد ثورة يحيى بن عبد الله العلوي دون أن يسفك دمًا، كذلك كان كريمًا سخيًا، وقد ولاه الرشيد بلاد المشرق وبلاد ما وراء النهر ، قام الفضل هناك بأعمال إنشائية عظيمة الشأن من حفر القنوات وبناء المساجد والزوايا فحسنت سيرته في تلك البلاد |
---|---|
استلم المأمون خلافة المسلمين وهو في الرابعة والعشرين من عمره، وكانتْ فترة حكمه فترة ازدهار عظيمة في تاريخ العصر العباسي الأول، حيث شهد عصر المأمون ازدهارًا علميًا كبيرًا، وكان هذا بسبب تشجيع المأمون الناس على العلوم كالفلسفة والطب والرياضيات والفلك، وقد أسَّس جامعة الحكمة في بغداد فازدهرتْ الدَّولة الإسلامية في عهده، إلى أنْ توفِّي سنة 833 ميلادية في مدينة طرسوس في شمال بلاد الشام وهو في الثامنة والأربعين من عمره، فاستلم الخلافة بعده أخوه محمد المعتصم بالله، والله تعالى أعلم | ورث الحكم عن أخيه الهادي الذي كان حاول إكرهه على التنازل عن ولاية العهد فقتل بالموصل بتحريض من أمه الخيزران، في دار الحريم، فلما آلت الخلافة عليه انصرف إلى استئناف حروب الروم البيزنطيين الذين كان جاهدهم، وهو لا يزال حاكماً على المقاطعات الغربية، فبلغ أبواب القسطنطينية، ومن ثم انصرف إلى المشرق والمغرب، فأقر الأمن في المقاطعات الفارسية، وولى الأغالبة في شمالي أفريقية، وقامت بينه وبين شارلمان ملك الفرنجة علاقات ود وصداقة |
إنجازات هارون الرشيد ضرب هارون الرشيد مثلًا في الحكم الرشيد على الرغم من أنه عندما تولى الحكم كان لا يزال فتًا في الثانية والعشرين من عمره، لكنه قد تمكن خلال فترةٍ قصيرة من تحقيق بعض الإنجازات التي لا يزال التاريخ يذكرها له حتى الآن، لذلك دعونا نسرد سويًا بعضًا من هذه الإنجازات السياسية والعلمية، ولتكن البداية مع العفو الشامل عن الهاربين.
3وأرسل هارون إلى أخيه الهادي بخاتم الخلافة وهنأه بالخلافة، وأخذ البيعة من الأمراء وقادة الجيش وعامة الشعب | ظهرت بعض الفتن في عام في بين القبائل المضرية واليمانية، ودامت المعارك بينهما دهرًا طويلًا؛ فأرسل الرشيد جيشًا أنهى تلك الفتنة عام 177 هـ |
---|---|
وفاة هارون الرشيد توفي هارون الرشيد عن عمر يناهز 45 عاما في عام 193 هجريًا في مدينة طوس بخراسان | الشائعات التي أثيرت حول هارون الرشيد إنتشرت العديد من الأقاويل والشائعات حول هارون الرشيد حيث قيل فيه، أنه كان يشجع على الفسق والمجون، وكان محباً للنساء وعنده الكثير من الجواري، وشارباً شرهاً للخمر، كما يقال أنه حاكماً ظالماً لا يعدل بين الناس في فترة حكمه |
كانت علاقة الرشيد علاقة حرب وعداء كما كانت على عهد أبيه وجده، ولقد واصل هارون الرشيد استكمال تحصينات ثغوره المتاخمة للدولة البيزنطية، وأقام منطقة جديدة بين شمال الجزيرة وشمال ، أطلق عليها اسم منطقة العواصم، وجعل قاعدتها مدينة منبج في شمال شرق ، ورتب فيها جيشًا دائمًا، كذلك اهتم بمنطقة التي على الحدود بين ؛ فعمّر فيها وعين زربه ناورزا ، كما أقام فيها حصونًا جديدة، مثل حصن الهارونية بين وعين زربه، اهتم الرشيد بمناطق الثغور وولى عليها ابنه الثالث أبا القاسم الملقب بالمؤتمن، كذلك اهتم الرشيد بتقوية الجيش العباسي حتى صار من أقوى جيوش العالم في ذلك الوقت، ثم وجه الحملات المتكررة على المواقع البيزنطية في.
15