في معركة اليرموك ظهر معدن المسلمين، وظهر صفاتهم العظيمة المدهشة التي تعلموها من رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي صفة الكرم والعطاء والإيثار، حيث صار صحابة الرسول يبايعون على الموت، ومنهم عكرمة بن أبي جهل حيث نادى وقال: أنه قاتل نبي الله محمد في كثير من المواطن وأفر منكم الموت، فمن يبايع على الموت؟!!! فقال : والذي يظهر أنَّه صلّ الله عليه وسلم كان يؤثر بما عنده، فقد ثبت في الصَّحيحين أنَّه كان -إذا جاءه ما فتح الله عليه مِن خيبر وغيرها مِن تمر وغيره- يدَّخر قوت أهله سنة، ثمَّ يجعل ما بقي عنده عُدَّة في سبيل الله تعالى، ثمَّ كان مع ذلك -إذا طرأ عليه طارئ أو نزل به ضيف- يشير على أهله بإيثارهم، فربَّما أدَّى ذلك إلى نفاد ما عندهم أو معظمه | فقال: ادخلوا ولا تضاغطوا، فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللَّحم ويخمِّر البرمة والتَّنُّور إذا أخذ منه، ويقرِّب إلى أصحابه ثمَّ ينزع، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقيَّةٌ |
---|---|
قالت: يا رسول الله، إنِّي نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها النَّبيُّ صلّ الله عليه وسلم محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنَّها إزاره، فقال رجل مِن القوم: يا رسول الله، اكسنيها | حدثت قصة التضحية التي قرأها فواز في حرب شاملة تعريف الإيثار هو أخلاق نبيلة وحسنة النية ويعني تحطيم الذات من حب الذات ، وتدور قصة التضحية حول وجود ثلاثة جرحى حرب ، يتجنب كل منهم الطعام تفضيلاً للآخرين |
قال: كلي هذا وأهدي، فإنَّ النَّاس أصابتهم مجاعة.
فقال: أنا نازل ثمَّ قام -وبطنه معصوبٌ بحجر، ولبثنا ثلاثة أيَّام لا نذوق ذواقًا- فأخذ النَّبيُّ صلّ الله عليه وسلم المعول فضرب في الكُدْيَة فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم، فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت في النَّبيِّ صلّ الله عليه وسلم شيئًا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق | إلى هنا طلابنا الكرام كنا وقد سردنا لكم قصة الجرحى الثلاتة والمشهد العظيم الذي لا يلبث إلا أن يعكس أثره في نفوس كل من يسمع ويعرف القصة،ومن هنا توصلنا إلى ختام المقالة موضحين لكم كم أن صفة الإيثار صفة عظيمة لابد من التحلي بها، ومن خلال المقالة بينا لكم من هم الصحابة التلاثة الجرحى الذين كرسوا مبدأ و صفة الإيثار في التاريخ العربي الإسلامي من خلال مشهدهم التاريخي النبيل، من خلال سرد قصة الإيثار حول التلاثة جرحى |
---|---|
والإيثار يشير إلى عقيدة أخلاقية تدعي أن الأفراد ملزمون أخلاقيًا بإفادة الآخرين، وهذا ما يتناقض مع الأنانية التي تدعي أن الأفراد ملزمين أخلاقيًا بخدمة أنفسهم أولاً | قال: قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز مِن التَّنُّور حتى آتي |
قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلّ الله عليه وسلم في المسجد ومعه النَّاس، فقمت عليهم، فقال لي رسول الله صلّ الله عليه وسلم: آرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم.
5