في المراحل الأولى لتشكلنا مع الحياة، ظهر محمد عبده متزامنا مع تلك الفترة، فارتبطت أغانيه بأحلامنا الطفولية، وأحلام المراهقة وشكلت وجداننا العفوي آنذاك، كنا في تلك الفترة مرتبطين وما زلنا بفن عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد، ونجاة الصغيرة، وأم كلثوم | |
---|---|
إذن تلك الأغنية كانت فتحاً جديداً في مجال التسويق الاحترافي المعمول به حالياً في كافة مناحي الحياة، مع الفارق الكبير بين إمكانيات التواصل الإنساني والإعلامي في ذلك الوقت |
في تلك الفترة من الستينات الميلادية ظهر محمد عبده وقال كلمته الشهيرة التي أطلقها الصحفي جلال أبوزيد «أنا فلتة» سخر الناس من هذه المقولة، وأخذ كل المجتمع يتحدث عن هذا الغرور والتعالي، بينما كنت أقول في قرارة نفسي إنه حقاً فلتة.
دموعك يا شقية» وسلامة العبد الله صاحب أشهر أغنيتين في ذلك الوقت «أرسلت لك يا عزوتي كم مرسول» وأغنية «أنا تل قلبي تل | |
---|---|
ثم في فترة لاحقة ومع بروز دور التليفزيون كأداة انتشار سريع حتى وإن كان على المستوى المحلي بدأ محمد عبده يظهر عبر حلقات مسرح التلفزيون، وكانت أغنية «ثلاثة أيام» التي دوى صيتها في كل أرجاء المملكة وانتشرت في كل مكان فكانت بدايته للانطلاق نحو الغناء باللهجة النجدية وأتت بعدها، كفاني عذاب، وأغنية «قلبي اللي»، و»أيوه» وفي فترات لاحقة أتت أغنية «من بادي الوقت» وهكذا توالت إبداعات محمد عبده ، ثم أتت مرحلة الانتشار على المستوى العربي حين غنى في حفلات القاهرة ، فكانت أغاني أولى حفلات القاهرة «يا مركب الهند» كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن وأغنية «شوفي يا عيني الحنان» كلمات الأمير محمد العبد الله الفيصل وهي من النوع الطربي الكلاسيكي، ربما لم تنل هذه الأغنية النجاح المطلوب مع أنها من وجهة نظري من أجمل ما غنى للأمير محمد العبد الله الفيصل الذي أعده من أجمل من كتب الكلمة الرومانسية |
لم يكن يوجد فنانين سعودين بذلك المستوى الواسع من الانتشار باستثناء طارق عبد الحكيم، وطلال مداح، أما ما عداهما فكانوا مجرد فنانين شعبيين أمثال الرائع فوزي محسون رحمه الله صاحب الكلمة الحجازية السهلة السلسة وثنائياته مع الرائعة ثريا قابل متعها الله بالصحة والعافية، وكذلك على مسافة غير بعيدة كان عبد الله محمد الذي لم يقف معه الحظ كما الآخرين، ومحمد علي سندي رحمهم الله أجمعين، وكان في المنطقة الوسطى سعد إبراهيم الذي غنى للأمير خالد الفيصل أو قصيدة تغنى له وهي أغنية «ألا يا عين هلَي.