فسمي البشر «ناسًا» من هذا المعنى؛ لأنهم يُرَون ويُشاهدون، بخلاف الجن، فهم مستترون لا يشاهدون | وقال تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} |
---|---|
وأخيرًا فإن الشيطان لا يقف بأذيته للعبد وتسلطه عليه عند هذا الحد، بل إنه إذا عجز عن إيقاعه في المراتب السابقة أو بعضها، وكان ممن هداه الله ووفقه وحفظه وعصمه من الوقوع في حبائل الشيطان سلط عليه حزبه من شياطين الإنس والجن بأنواع الأذى والتكفير والتضليل والتبديع والتحذير منه، وقصْد إخماله وإطفائه؛ ليشوش عليه، ويشغل بحربه فكره، وليمنع الناس من الانتفاع به، فلا يزال المؤمن في حرب معه حتى يلقى الله | قال ابن القيم رحمه الله : «الشر يقال على شيئين: على الألم، وعلى ما يفضي إليه؛ فالمعاصي والكفر والشرك وأنواع الظلم شرور، وإن كان لصاحبها فيها نوع لذة، لكنها شرور؛ لأنها أسباب للآلام ومفضية إليها كإفضاء سائر الأسباب إلى مسبباتها، فترتب الألم عليها كترتب الموت على تناول السموم القاتلة وعلى الذبح، والإحراق في النار، والخنق بالحبل، وغير ذلك من الأسباب التي تكون مفضية إلى مسبباتها ولابد، ما لم يمنع من السببية مانع، أو يعارض السبب ما هو أقوى منه |
قال ابن القيم : «والجواب المحقق أن النفاثات هنا: هن الأرواح والأنفس النفاثات؛ لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح لشريرة، وسلطانه إنما يظهر منها، ولهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث، دون التذكير، والله أعلم».
24مائة مرة؛ لحديث أبي هريرة? وقد أنكر تأثير السحر وأن له حقيقة طائفة من أهل الكلام من المعتزلة والعقلانيين وغيرهم، وقالوا: إنه لا تأثير للسحر البتة، لا في مرض، ولا قتل، ولا حل ولا عقد، وقولهم هذا لا مستند له إلا تحكيم عقولهم القاصرة، وهو باطل بدلالة الكتاب والسنة وخلاف ما عليه عامة علماء الأمة، بل وخلاف ما يدل عليه الواقع | الواقية كما في الإتقان للسيوطي |
---|---|
وهو الذي حمل أحد ابني آدم على قتل أخيه لما تقبل الله قربانه دونه، كما قال عز وجل {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} | قال ابن القيم : «ولا تنافي بين القولين؛ فإن الليل بارد ومظلم، فمن ذكر برده فقط، أو ظلمته فقط اقتصر على أحد وصفيه» |
كان يقرأ بهما وينفث في كفيه، ويمسح بهما رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، وما بلغت يداه من جسده».
16