قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم | فقال عبد الله : أجل، ثم يبعث الله ريحاً كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفساً في قلبه حبة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة |
---|---|
ففي هذه الحالات الثلاث يصبح الجهاد فرض عين على من تعيَّن عليه، وليس على جميع الناس ، فهذا لا يقع في حال من الأحوال، والله تعالى أعلم |
فنقول : قاتل الله التأويل والهوى ، ونحن هنا لا نتكلف الرد على هذا الهراء فحكايته تكفي عن تكلف الرد عليه وقد سبق رد مثل هذه الشبه التي لا تعتمد على دليل إلا الهوى! وقولت لاختي اقفي قدام البيت وانا جاي اهو.
وهذا الوصف وإن كان فيه تجني وعدم إنصاف إلا أنه يصور حالة الاستعجال و الثورة عند كثير من الدعاة | وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة ومستدرك الحاكم من رواية حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأنتم أكرم على الله - عز وجل- وهو حديث مشهور، وقد حسنه الترمذي |
---|---|
،، وقال ابن حجر الهيتمي الفقيه في الفتاوى الحديثية 134: لم يرد هذا اللفظ | فكما ترى أن هذه الأحكام تتعلق بحالة الحرب لا السلم فتنبه |
الإسلام سؤال وجواب نسخ النص.
وقد وجدت أن أكثر من تكلم في هذه المسألة من المتقدمين يضعون ضابطاً ينطبق على حالهم وزمانهم فجاء بعض المتأخرين وطبق ذلك الضابط على الواقع الذي نعيشه فخرج بالنتيجة التالية : إن كل البلاد التي تسمى ببلاد الإسلام في عصرنا الحاضر هي دار كفر لأن كل دار كانت الغلبة فيها لأحكام الكفر — ويقصدون بها القوانين الوضعية - دون أحكام الإسلام فهي دار كفر | |
---|---|
لكن العلة في عصرنا هذا تكمن في أن كثيراً من الحركات الإسلامية ومنها الجهادية!! وقال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة 30 : "الْخَيْرُ فِيَّ وَفي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" | وكيف يمكن أن يفتي أئمة الدعوة عليهم رحمة الله بمخالفة ولي الأمر في مثل هذه المسألة وهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة : " إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ " وغير ذلك من الأدلة التي سبق بيانها ، وسيأتي كلام أئمة الدعوة في تقرير هذه المسألة |
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على وجوب التثبت من الأحاديث قبل روايتها ونشرها بين الناس؛ لأن معظم الناس من العوام الذين لا يميزون بين الصحيح والضعيف من الأحاديث، بل إن عامة الناس يتلقون هذه الأحاديث وينشرونها فيما بينهم، فيسهم هؤلاء في نشر هذه الأحاديث المكذوبة بين الناس، ويتحملون وزر ذلك، وقد نص أهل العلم على تحريم رواية الأحاديث المكذوبة، قال الإمام النووي: " باب تغليظ الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستدل بقوله - صلى الله عليه وسلم -: من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار وغيره من الأحاديث، ثم ذكر بعد ذلك: " باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها"، واستدل بقوله - صلى الله عليه وسلم -: سيكون في آخر الزمان ناسٌ من أمتي يُحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم رواه مسلم.
25