فَقَالَ الْحَسَنُ: وَأَيُّنَا يَفْعَلُ مَا يَقُولُ؟ وَدَّ الشَّيْطَانُ أَنَّهُ قَدْ ظَفِرَ بِهَذَا فَلَمْ يَأْمُرْ أَحَدٌ بِمَعْرُوفٍ وَلَمْ يَنْهَ عَنْ مُنْكَرٍ | فلا حسبه لهذا الشخص إلا بالوعظ فقط ، وإن أنكر عزمه عليه لم يجز وعظه أيضاًً فإن إساءة الظن محظورة ، وستره واجب |
---|---|
ويقول تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله | ولذلك فإننا ننصح الأخ السائل أن يجتهد في الأمر والنهي كلما رأى ما يستدعي ذلك، وأن يلتزم بالضوابط الموضحة في الفتويين أعلاه، فإن خاف على نفسه الضرر وسعه أن ينكر بقلبه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها - وقال مرة أنكرها- كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها |
حكم رسم الانمي تعرف على الحكم الشرعى لرسم الكرتون فنجان قهوة هل يعذر بقية المسلمين إذا لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر لأنهم لا يأخذون على ذلك أجرا.
16وفي الختام، هذه جملةٌ من آدابِ الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر وأحكامِها، حري بكل مسلم أن يطَّلع عليها ويكون على علمٍ ودرايةٍ بها، لأنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوجب الواجبات، لكن عن علم وفقه وحكمة، والله الموفِّق والهادي إلى سواء السَّبيل | إلا أن هذا لا يُعفي العاصي والمقصر من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة التقصير في العمل أو الوقوع في بعض المنكرات |
---|---|
الركن الرابع : كيفية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر : 1- أول هذه الدرجات : التعرف على المنكر : ونقصد أن يعرف الداعية المنكر ما هو ، وملابساته وأحواله ، إما بنفسه أو بإخبار ثقات عدول ، ومعنى هذا أن يتحرى فى المعرفة ، ولا يستمع إلى الإشاعات أو يأخذ الأخبار من المصادر غير الموثقة ، أو من عدو ، أو صاحب مصلحة مصداقاًً لقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ | قال الألباني في صحيح الترغيب 2317 : صحيح، وقال الوادعي في الصحيح المسند 713 : صحيح على شرط الشيخين |
آداب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر : 1- أن يكون عالماًً بأمر دينه فاقها بالأحكام الشرعية ومواقع الحسية وحدودها ومجاريها وموانعها فيواكب حكم الشرع فيها ، وليكون من أهل الثقة قال تعالى : هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ.
2