سَألَ الجنودُ المُنْتَصِرون عن قائِدِهم الباسِل النعمانِ بنِ مقرِّنٍ | قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسلمان ، وحذيفة ، والنعمان بن مقرن المزني ، وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً فحفرنا حتى إذا كنا |
---|---|
فقال: والله لأولينَّ على جُند المسلمين رجلاً يكون — إذا التقى الجمعانِ — أسبَق من الآسِنة، هو النعمان بن مُقرنٍ المزنيُ | عَسكرَ النعمان بن مُقرنٍ بجيشهِ على مشارفِ «نهاوند» وعزمَ على أن يُباغت عدوهُ بالهُجوم، فقال لجنودِه: إني مُكبرٌ ثلاثاً، فإذا كبرتُ الأولى فليتهيأ من لمْ يكن قد تهيّأ، وإذا كبرتُ الثانية فليشدُد كل رجلٍ منكم سلاحهُ على نفسه، فإذا كبرتُ الثالثة، فإني حامِلٌ على أعداءِ الله فاحمِلوا معي |
إسلامه قال لقومه مرة يا قوم واللّهِ ما عَلِمْنا عن محمدٍ إِلاَّ خيراً، ولا سَمِعْنَـا من دَعْوَتِهِ إِلاَّ مَرْحَمَةً وِإحْساناً وعَدْلاً، فما بالُنا نُبْطِئُ عنه، والناسُ إليه يُسْرِعون؟! اشترك في حروب العراق، وكان يعتمد عليه في حروبه، وكان يجعله نائبًا على البلاد التي يتم فتحها مثل الحفير.
16فقالوا: أنت أعلمُ بجُندك يا أميرَ المؤمنين | وشارك النعمان وإخوته في حفر الخندق |
---|---|
فأمنوا، وهز لواءه ثلاثا | فأمر النعمان القعقاع بن عمرو وكان على المجردة ، ففعل وأنشب القتال بعد احتجاز من العجم فأنقضهم ، فلما خرجوا نكص ثم نكص ثم نكص ، واغتنمها الأعاجم ، ففعلوا كما ظن طليحة اتبعوا الفارين وقالوا : هي هي! فقالوا للوفد : مَنْ أشْرَفُكُمْ؟ فبادرَ إِليهم عاصِمُ بنُ عُمَرَ وقال : أنا |
فقال له السائب : إن كنت صادقا فأنت آمن على أولادك وضياعك وأهلك وولدك ، فانطلق به حتى استخرجه في سفطين : أحدهما التاج والآخر الحلي.
24وإن الفيرزان لما غشيه القعقاع نزل فتوقل في الجبل، إذ لم يجد مساغاً، وتوقل القعقاع في أثره حتى أخذه | وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة |
---|---|
فالتفت النعمان بن مقرن إلى من معه وقال: إن شئتم أجبته عنكم، وإن شاء أحدكم أن يتكلِّم آثرته بالكلام | م- 637م الذي استمر لحين ظهور الاسلام |
فلما وَقَف الفاروقُ على أخبارِ هذا الحَشْدِ العظيمَِ، عَزَمَ علَى أنْ يَمْضِىَ إِلى مواجهةِ هذا الخطرِ الكبير بنفسِه.
5