حيـن انتهـت مراسـم التشـييع وغـادر الأهـل والأصدقـاء فـي سـاعة متأخـرة مـن الليلـة الأولـى، أغلقـت البـاب لأختلـي بواقعـي الجديـد، تحيـط بـي وحشـة أشبه ببئـر عميـقة مظلمة، وسـؤال عملاق يتحدانـي: كيف سـأكمل الرحلة مـن غيـره، وحمـل مسـؤولية الحفـاظ علـى إرثه واسمه وعطائـه الفنـي الباذخ؟" | نادرة جداً هي الكتب المتخصصة التي تنطلق من العلاقة بين الأدب الشعر خصوصاً ، والفن التشكيلي، مروراً ب عموماً |
---|---|
النظافه 10-10…الاكل 9-10خاصة المدفون طعم حكايه |
وهذا ما تبدو عليه علاقة "مي - رافع"، بكل ما تنطوي عليه من مواقف ومواضعات مشتركة، في الوفاق والاختلاف.
بعد عدد من الكتب والدراسات والبحوث والترجمات الفنية والأدبية، وعدد كبير من المقالات والدراسات في الفنون التشكيلية، باللغتين العربية والإنجليزية، تطالعنا مي مظفر، الآن، بكتابها الجديد، عن "رحلتها" مع الناصري، الرحلة الحياتية التي عاشتها معه، زواجاً وتجربةً فنية مديدة | |
---|---|
هكـذا وجـدت أن الوقـت قـد حـان لتنفيـذ المشـروع، وهكـذا سـنظل معاً" | فهي كانت، وربما ما زالت، تواظب على كتابة هذه "اليوميات" التي تحتفظ بها، حافظةً فيها تاريخاً حافلاً بالتفصيلي والجوهري، تتداخل فيه المعلومة بالذكرى والحلم والتحليل لكل ما ترى وتسمع وتتذوق |
أسطورة "الماء والنار"، هذان العنصران "الأساسيان" في تشكيل هذا الكون، هما النقيضان والضدان، ولكنهما المتكاملان والمتفاعلان، إيجاباً وسلباً، في علاقة تسعى لخلق "حياة" ذات سمات محددة.
18وهذا الشأن ينطبق، ولو على نحو مختلف، على شخصية مي الشاعرة والمبدعة التي توازن بين عملها الإبداعي، الشعري والقصصي والنقدي - التشكيلي، وبين التزاماتها "المعيشية" أيضاً | من بين هذه الندرة، يجيء هذا الكتاب للشاعرة والقاصة والناقدة الفنية العراقية المعروفة مي مظفر، الكتاب "السفر" الذي يتناول سيرة حياتها مع الفنان العراقي العالمي الشهرة والمكانة رافع الناصري، سيرة تتناول كثيراً من تفاصيل العلاقة التي جمعتهما منذ اللقاء الأول 1970 ، ثم زواجهما 1973 ، وصولاً إلى رحيله الفاجع في ديسمبر كانون الأول 2013، وما بين التاريخين من حب وصخب وانتقالات في الزمان والأماكن، الأمر الذي يجعل من المستحيل الإلمام بتفاصيله، والاكتفاء بما هو "جوهر" الكتاب وروحه، روح كاتبته التي تتنقل بين الأسلوب السردي الشاعري وأدب الرحلة والمغامرة، بقدر كبير من السلاسة والعذوبة النادرين |
---|---|
وذلك كله في سياقات تجعل الحياة "مسرحاً" لمسعى أساسي فيها، هو روح الجمال والحب أولاً وأخيراً، مع حضور "خفيف الظل" للمرأة وهمومها وقضاياها وشؤونها وشجونها | في حالة عودتي لجده سأكرر التجربه معه |
مي مظفر بريشة رافع الناصري صفحة الشاعرة إنها لا تستسلم لوحش الفقدان والخسارة كما يمكن لأي "فاقدة"، وأي فقد حين يكون المفقود في حجم الفنان رافع، بوجوهه وملامحه المتعددة، الإنسان الزوج والفنان المبدع؟ وفي علاقة تتداخل معها عناصر وعوامل عدة، تلتفت مي المبدعة إلى مشروعها المؤجل، مشروع يبقيها مع رافع ويبقيه معها، وهو في عالمه البعيد القريب.
11