ــ جميع الكتب التي أوحى الله تعالى بها إلى أنبيائه ورسله غايتها واحدة، فهي كلها تدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى الإسلام، فالإسلام هو دين جميع الأنبياء والرسل، قال الله تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} النحل: 36 ، قال الطبري: "يقول تعالى ذِكْره: ولقد بعثنا أيها الناس في كلّ أمة سلفت قبلكم رسولا كما بعثنا فيكم بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له" | ونزل عليه 10 من الصحف |
---|---|
الإيمان بالكتب المنزَّلة معنى الكتاب المنزَّل: - هو كلام من كلام الله تعالى، فيه هدى ونور يوحي الله به إلى رسول من رسله بواسطة جبريل ليبلغه للناس | وها نحن نرى في أيّامنا هذه ضلاّل البشريّة، يقصدون كتاب الله قصد التعرّف عليه واستكشاف مكنوناته، فإذا بهم يصلون إلى الحق وإلى سبيل الهدى دون مرشدٍ من الدعاة والمصلحين، لتتجلّى لنا حقيقة أن الكتب السماويّة فيها الكفاية لمن أراد الهداية، وبالله التوفيق |
ــ الإيمان بأن الله تعالى قد تعهَّد وتكفَّل بحفظ القرآن الكريم من التَّحْرِيفِ وَالتَّغْيِير، قال الله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ الحجر:9 ، قال ابن كثير: "قرر تعالى أنه هو الذي أنزل الذِكْر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل.
4أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى سورة طه، 133 | |
---|---|
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون رواه البخاري | ثم هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان، باعتبار ما بعث الله به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام، المتفقة في التوحيد" |
وممّا يبيّن منزلة لتّوراة ومكانتها عند الله عزّ وجلّ أنّه سبحانه وتعالى قد كتبها بيده، كما في حديث مُحاجَّة آدم لموسى، عن أبي هريرة رضي الله عنه: فقال آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه، وخطّ لك التّوراة بيده، أتلومني على أمر قدره عليّ قبل أن يَخْلُقني بأربعين سنة؟ رواه أبو داود، وابن ماجه، وغيرهما.
25قال السعدي: "أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه، قد تكفل من أنزله بحفظه" | |
---|---|
وقد أكد الإمام بن حبان حديث عن أبي ذر الغفاري وأنه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدد الكتب السماوية ليخبره الرسول بأن عدد تلك الكتب قد وصل نحو 140 كتاب، وذكر أن شيث عليه السلام قد نزل عليه 50 صحيفة من عند الله عز وجل وإدريس من بعده نزل عليه عدد 30 صحيفة وأنزل الله علي أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام 10 صحف، وعلى سيدنا موسى عليه السلام 10 صحف قبل أن ينزل الله عز وجل كتاب التوراة | احتياج الناس إلى الكتب المنزَّلة: - الناس بحاجة ماسَّة إلى كتب المنزلة، وذلك لأمور منها: أولاً: ليكون الكتاب المنزَّل على الرسول هو المرجع لأمته، وفيه تبيينُ أوامر الله ونواهيه وسبل السعادة والهداية |
ويعتبر الإيمان بهذين الكتابين السّماويين أصلاً من الإيمان، ولا يصحّ إيمان مسلم بدونهما، ولكنّ الله سبحانه وتعالى أخبر بأنّ اليهود حرّفوا الكتابين، ويقولون هو من عند الله، ولكنّهم في الحقيقة حرّفوا الكلم عن مواضعه.
3